بغداد الحبيبه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بغداد الحبيبه

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعآ ترمى بالحجر فتعطي اطيب الأثمار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ ومعالم مدينة الكوت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بغداد الحبيبه
ألمدير ألعام
ألمدير ألعام
بغداد الحبيبه


انثى
عدد الرسائل : 1124
العمر : 37
الموقع : https://baghdad.hooxs.com
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : رايق
تاريخ التسجيل : 06/04/2008

تاريخ ومعالم مدينة الكوت Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ ومعالم مدينة الكوت   تاريخ ومعالم مدينة الكوت Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 26, 2008 3:36 pm

متعبة مدن العراق كانها قادمة من سفر بعيد ورحلة شاقة، واسباب التعب كثيرة ويصعب حصرها، ولكن المشكلة في الاطار العام، والكوت جزء منها، ان المدن العراقية لم تقم على ذوق معماري وطراز هندسي واضح المعالم ومدروس ومخطط له، فالمراحل التاريخية المتعاقبة او القرار السياسي، والسرعة والحاجة والانية وعدم استقراء المستقبل، كلها عوامل اسهمت بهذا القدر او ذاك في قيام مدن واحياء سكنية وشوارع ومخططات لم تلبث بعد عقد او عقدين او اكثر ان اصبحت عبئاً على تكوينة المدينة وجمالها وخدماتها، بل زحف هذا العبء في احيان كثيرة على معالم الطبيعة والارث والتراث الذي لا يجوز المساس به الا بالاتجاه الذي يضفي على تلك المعالم لمسات ذوقية لا تخل بالجوهر انما تغنيه.

والكوت مركز محافظة واسط عانى الكثير من هذه الاشكالات فثمة احياء كان يجب ان لا تقوم في مواقعها الحالية وثمة مساحات سكنية تكاسل المخططون عن دراستها بعناية، وفات وقت تداركها الا بالحدود المقدور عليها، اصلاح هنا وترميم هناك وحل مؤقت لهذا المرفق او ذاك، وهي امور مفيدة بالتاكيد ولكنها لا ترقى الى الامنية.

ان الكوت مدينة مؤهلة لمنافسة احلى عواصم الدنيا لو اخذت الامور عبر هذه العقود الطويلة مسارها المعماري والحضاري المطلوب، ومع ذلك فالمدينة مازالت عامرة بمؤهلاتها وفرص الاستثمار قائمة وفي المقدمة منها فرصة السياحة، فهناك نهر دجلة الذي يخترق المدينة من الشمال الى الجنوب ويرسم لها صيغة مثالية وصورة نادرة لان النهر عند الكوت تحديدا لا يواصل مساره المستقيم بل يبدو وكانه قفل راجعا من حيث اتى ثم لا يلبث ان يستدير من جديد ليواصل طريقه الجنوبية، وفي هذا الدوران الظريف لدجلة حول المدينة تتشكل لوحة طبيعية شبيهة بالحرف (u) تجعل الكوت شبه جزيرة تحيطها المياه من جهاتها الثلاث وتسكن داخل سياج مائي مفتوح من طرف واحد فوق مساحة من اليابسة لا تزيد على 40 كيلومترا من الارض.

نحن اذن امام شبه جزيرة وذلك يعني بان توسيع مدى الرؤية لهذا المعطى الجغرافي يجب الحفاظ عليه هاجسا ملازما خاصة وان امكانية خلق بقعة زراعية خضراء تحاذي وتجاور الماء متوفرة تماما زيادة على ذلك فالمدينة تمتلك واحدا من اجمل الكورنيشات على الخارطة العراقية، الا انه ظل مهجورا لسنوات طويلة مع الاسف، باستثناء محاولات بسيطة لا تفي بالغرض ونعتقد بان استثمار الفسحة الخضراء على طول النهر وانشاء المطاعم والكازينوهات والاكشاك ستؤلف مع سدة الكوت ذلك الصرح الجمالي والاروائي والسياحي وحدة متجانسة متناغمة، غير ان الامنية تتسع الى ما هو اكبر، والتنويع مطلوب اذا ما قدر لنا النهوض السياحي بالجانب الاخر او الضفة الثانية لدجلة وبناء عدد من الفنادق والمتنزهات والحدائق وتنشيط السياحة النهرية، اخذين بالحسبان بان العائلة (الكوتية) في مسيس الحاجة الى رئة واسعة تتنفس من خلالها ليلا بهيا ومتعا برئية، وعندها ستجد المدينة نفسها محاطة بازدهار اقتصادي وسياحي وانتعاش للعديد من فرص العمل المنوعة.

قراءة خاصة

على بعد 180 كلم من بغداد، يوزع قضاء الكوت (الذي نال هذه الدرجة الوظيفية قبل 46 عاما) بسماته الظريفة على المسافرين بين العاصمة وبين البصرة والمحافظات الجنوبية لانه ارتضى لنفسه ان يكون وسط الطريق تقريبا، وابن الكوت الذي لم يتخل على العقال و(اليشماغ) والدشداشة زيا لرجاله يتمتع حقا بمثل تلك الابتسامة الممزوجة بميل واضح الى الدعة والوداعة والهدوء وروح السلم حتى لم نلمس خصومة في سوق ولا صخبا يؤذي قناة السمع وكأن الناس في احاديثها تتهامس همس المحبين ولكي تستكمل الاسرة الكوتية هذه الصورة فقد انضوت تحت مفهوم الاسرة المحافظة جدا والتي لا تغادر منزلها حتى لو كانت تلك المغادرة لزيارة مدينة الالعاب والمتنزه الفخم للمدينة حيث يشكو على الدوام من (ندرة) رواده على الرغم من انه واحد من اروع معالم الكوت، ولكي تستكمل الاسرة هذه الصورة كذلك فانها ظلت تراقب بصمت انحسار معالمها الفنية ونصبها الجميلة واياً كان الامر فهي الان محطة استراحة ولكن هذه المحطة او هذا الدور ليس جديدا على المدينة، فقد كانت مكانا لاستراحة الملاحين والركاب وسوقا للتزود بالطعام والحاجيات منذ عقود بعيدة والمصادر التي وقفنا عليها تؤكد بان المدينة قامت اساسا بمنزلة ميناء نهري يقع عند تفرع نهر الغراف من دجلة، وكانت قبل ذلك ارضا تكسوها الغابات، وقد زرنا تفراع الغراف حيث كانت سفن الحمل الكبيرة والصغيرة تشكل عصب الحياة الاقتصادية ولم نر اثرا للملاحة بعد ان هجرت السفن ميناءها القديم وجدير بالذكر ان هناك نهرين يتفرعان من دجلة عند مدينة الكوت وهما نهر الغراف الذي يتوجه الى الحي والناصرية ونهر الدجيلة الذي يصل الى ناحية واسط ويروي الاف الدونمات الزراعية.

تحتفظ ذاكرة الكوت بعشرات المسميات المطلقة على اسواقها، وواقع الامر يشير الى مصداقية هذه المسميات وكثرتها، وهي تتميز باجتماعها وتركزها في منطقة واحدة تتداخل فيما بينها وتطل بعضها على بعض وتبدو (منطقة الاسواق) كبيرة فعليا الا ان ذلك لا يخفي حقيقة ان بعض الاسواق التي تحمل اسماء خاصة بها لا تتعدى بضعة محال او دكاكين ولكن التداخل والتقارب القائم بينها يمارس خدعته البصرية.. على ان ابرز واهم ما في الاسواق انها تحمل هوية الكوت التاريخية وبقايا دلائل ولادتها القديمة، ولكن الحداثة زحفت شيئا فشيئا على تلك الهوية ومسحت معالمها والاسرة الكوتية المسالمة تنفرج بصمت، ومن يدري فلولا قوة السمنت والحديد التي تستند اليها سدة الكوت لطالتها الحداثة كذلك.قامت هذه السدة عام 1934 لاداء وظيفة اروائية تتمثل بتنظيم مياه دجلة ورفع المناسيب امام مقدم السد لتمويل نهري الغراف والدجيلة بحاجتهما الى الكميات المائية المطلوبة زراعيا، واذا كانت بواباتها وحركة عبور الماء وارتطامه ودويّه وتلاطم امواجه ورذاذه يؤلف مشهدا خلابا يصعب على الذاكرة نسيانه ويصعب متابعة 56 بوابة في مرة واحدة وهي تكرر المشهد ذاته، فان ممر السدة القائم عند اخر بوابة من بواباتها يمثل سحرا خاصا به فهو معبر للسمك المهاجر من الكوت الى مدينة سامراء باتجاه معاكس للمياه وذلك لغرض وضع البيض والتكاثر والرحلة قرابة (1500كم) ما بين الذهاب والاياب. والسمك وصيد السمك الذي لم يعد اليوم كعهده في السابق ليس المنفذ الاقتصادي الوحيد للمدينة فهناك حركة زراعية نشيطة وهناك حياة تجارية وبيع وشراء ومحال واسواق وهناك ايضا (علامة) الكوت المتميزة صناعيا واقتصاديا والتي يعبر عنها معملا الغزل والنسيج والحياكة.

قراءة تأريخية

دجلة هنا سيد المكان ليس فقط لانه يهب المدينة ليلا مترعا بالانس حيث يزدحم الكورنيش بالايس كريم والموطا واقداح الشاي ورائحة الكباب ومقاهي الدومينو ومجاميع الشباب وانما لانه كذلك منذ غير مجراه الغربي القديم الى مجراه الشرقي الحالي احدث انقلابا في التاريخ والجغرافية فقد ادى هذا التغيير الى اضمحلال مدينة واسط الاثرية وسط الصحراء وميلاد مدينة جديدة على الطرف الثاني من دجلة، تدعى الكوت، ويراد بهذا اللفظ البيت المبني على هيئة قلعة محصنة مثل كوت الباشا وكوت السيد وكوت ابن نعيمة وغيرها كما اطلق هذا اللفظ على بيوت الفلاحين التي تبنى على حافة النهر مباشرة ويرجح بعض الدارسين ان الكلمة هي من بقايا اللغة الكلدانية او انها من اصل بابلي قديم معدل عن كلمة كوت لان قاموس العرب لا يتناولها بين مفرادته.

خلال مسارها التاريخي حملت الكوت مسميات عديدة منها (كوت العمارة) لان الموضع الذي كان نهر دجلة يمر به من المدينة يسمى شط العمارة، ومنها (كوت الامارة) نسبة الى امراء ربيعة الذين سكنوا المنطقة كما حملت اسم (كوت سبع) نسبة الى احد شيوخ المنطقة (سبع بن خميس) الذي شيد قلعة من الآجر في القرن الماضي.

الحديث عن تاريخ الكوت طويل ومتشعب ولكن الحدث الابرز هو الحصار الذي تعرضت له المدينة خلال الحرب الكونية الاولى والمعارك الطاحنة بين الاتراك والانكليز وقد دام الحصار 147 يوما ومات فيه عشرات المئات مرضا وجوعا والبقية الباقية من ابناء المدينة الناجين اجهزت عليهم بنادق المتحاربين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baghdad.hooxs.com
 
تاريخ ومعالم مدينة الكوت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بغداد الحبيبه :: منتدى التاريخ والتراث :: منتدى حضارة وتاريخ العراق-
انتقل الى: