بغداد الحبيبه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بغداد الحبيبه

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعآ ترمى بالحجر فتعطي اطيب الأثمار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطريق لحفظ فضائل الاخلاق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الأمير




ذكر
عدد الرسائل : 1
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

الطريق لحفظ فضائل الاخلاق Empty
مُساهمةموضوع: الطريق لحفظ فضائل الاخلاق   الطريق لحفظ فضائل الاخلاق Icon_minitimeالجمعة مايو 02, 2008 9:39 pm

قد تقرر في الطب الجسماني ان حفظ الصحة بايراد المثل و ملائم المزاج فيجب ان يكون حفظ اعتدال الفضائل ايضا بذلك. و ايراد المثل لحفظ اعتدالها يكون بامور:

(منها) اختيار مصاحبة الاخيار، و المعاشرة مع اولى الفضائل الخلقية و استماع كيفية سلوكهم مع الخالق و الخليقة، و الاجتناب عن مجالسة الاشرار و ذوي الاخلاق السيئة، و الاحتراز عن استماع قصصهم و حكاياتهم و ما صدر عنهم من الافعال و مزخرفاتهم، فان المصاحبة مع كل احد اقوى باعث على الاتصاف باوصافه، فان الطبع يسترق من الطبع كلا من الخير و الشر. و السر: ان النفس الانسانية ذات قوى بعضها يدعو الى الخيرات و الفضائل و بعضها يقتضى الشرور و الرذائل، و كلما حصل لاحدهما ادنى باعث لما تقتضيه جبلته مال اليه و غلب على صاحبه الى الخير، و لكون دواعى الشر من القوى اكثر من بواعث الخير منها، يكون الميل الى الشر اسرع و اسهل بالنسبة الى الميل الى الخير، و لذا قيل: ان تحصيل الفضائل بمنزلة الصعود الى الاعالى و كسب الرذائل بمثابة النزول منها، و الى ذلك يشير قوله صلى الله عليه و آله و سلم: «حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات‏» .
(و منها) اعمال القوى في شرائف الصفات، و المواضبة على الافعال التي هي آثار فضائل الملكات، و حمل النفس على الاعمال التي يقتضيها الخلق الذى يريد حفظه، فالحافظ لملكة الجود يجب ان يواظب على انفاق المال و بذله على المستحقين، و يقهر على نفسه عند وجدان ميلها الى الامساك، و الحافظ لملكة الشجاعة يجب الا يترك الاقدام في الاخطار و الاهوال بشرط اشارة العقل، و يغضب على نفسه عند وجدان الجبن منها. و هكذا الحال في سائر الصفات. و هذا بمثابة الرياضة الجسمانية في حفظ الصحة البدنية.
(و منها) ان يقدم التروي على كل ما يفعله، لئلا تصدر عنه غفلة خلاف ما تقتضيه الفضيلة. و لو صدر عنه احيانا خلاف مقتضاها، فليؤدب نفسه بارتكاب ما يضاده، و يشق عليها عقوبة، بعد تعييرها و توبيخها، كما اذا اكل ما يضره من المطاعم فليؤدبها بالصوم، و اذا صدر عنه غضب مذموم في واقعة فليؤدبها بايقاعها في مثلها مع الصبر عليها، او في معرض اهانة السفهاء حتى يكسر جاهه او يؤدبها بارتكاب ما يشق عليها من النذر و الصدقة و غير ذلك. و ينبغي الا يترك الجد و السعي في التحصيل و الحفظ و ان بلغ الغاية لان التعطيل يؤدى الى الكسالة و هي الى انقطاع فيوضات عالم القدس، فتنسلخ الصورة الانسانية و تحصل الهلاكة الابدية، و السعي يوجب ازدياد تجرد النفس و صفائها و الانس بالحق و الالف بالصدق (2) ، فيتنفر عن الكذب و الباطل، و يتصاعد في مدارج الكمالات و مراتب السعادات، حتى تنكشف له الاسرار الالهية و الغوامض الربانية، و يتشبه بالروحانيات القادسة و ينخرط في سلك الملائكة المقدسة. و يجب ان يكون سعيه في امور الدنيا بقدر الضرورة، و يحرم على نفسه تحصيل الزائد، لانه لا شقاوة اشد من صرف الجوهر الباقي النوراني في تحصيل الخزف الفاني الظلماني الذي يفوت عنه و ينتقل الى اعدائه من الوارث و غيرهم.
(و منها) ان يحترز عما يهيج الغضب رؤية و سماعا و تخيلا، و من هيجه كمن هيج كلبا عقورا او فرسا شموسا، ثم يضطر الى تدبير الخلاص عنه. و اذا تحركتا بالطبع فليقتصر في تسكينهما بما يسد الخلة و لا ينافي حفظ الصحة، و هو القدر الذى جوزه العقل و الشريعة.
(و منها) ان يستقصى في طلب خفايا عيوب نفسه، و اذا عثر على شى‏ء منها اجتهد في ازالته. و لما كانت النفس عاشقة لصفاتها و افعالها، فكثيرا ما يخفى عليها بعض عيوبها، فيلزم على كل طالب للصحة و حافظها ان يختار بعض اصدقائه ليتفحص عن عيوبه و يخبره بما اطلع عليه، و اذا اخبره بشى‏ء منها فليفرح و ليبادر الى ازالته حتى يثق صديقه بقوله، و يعلم ان اهداء شى‏ء من عيوبه اليه احسن عنده من كل ما يحبه و يهواه، و ربما كان العدو في هذا الباب انفع من الصديق، لان الصديق ربما يستر العيب و لا يظهره، و العدو مصر على اظهاره، بل ربما يتجاوز الى البهتان، فاذا اظهر الاعداء عيوبه فليشكر الله على ذلك و ليبادر الى رفعها و قمعها.
و مما ينفع في المقام ان يجعل صور الناس مرايا لعيوبه و يتفقد عيوبهم، و اذا عثر على عيب منهم تامل في قبحه، و يعلم ان هذا العيب اذا صدر عنه يكون قبيحا و يدرك غيره هذا القبح، فليجتهد في ازالته. و ينبغي ان يحاسب نفسه في آخر كل يوم و ليلة، و يتفحص عن جميع ما صدر من الافعال فيهما فان لم يصدر عنه شى‏ء من القبائح و الذمائم فليحمد الله على حسن تاييده، و ان صدر عنه شي‏ء من ذلك فليعاتب نفسه و يتوب، و يجتهد في الا يصدر عنه بعد ذلك مثله
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الله
رئيسة قسم المنتدى الاسلامي
رئيسة قسم المنتدى الاسلامي
نور الله


انثى
عدد الرسائل : 38
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 20/04/2008

الطريق لحفظ فضائل الاخلاق Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطريق لحفظ فضائل الاخلاق   الطريق لحفظ فضائل الاخلاق Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2008 12:30 am

السلام عليكم لك الف شكر على الموضوع القيم الذي فيه عبر كبيرة لتهذيب النفس البشرية وفقك الله وجعلك من احبابه وحبب خلقه فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطريق لحفظ فضائل الاخلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بغداد الحبيبه :: ألمنتديات الأسلامية :: ألمنتدى الأسلامي-
انتقل الى: