كنت امشي وحدي قبيل المغرب
وفجأة ومن غير قصد مسبَق ، غيرت مساري نحو الغروب
فاذا بالشمس حيالي وجها لوجه وهي تغرب وتنحدر نحو الافق
وكأنها تغرق رويدا رويدا في بحر لجي َ
كالمصروع المترنح في الدم
او كالمحروق بنيران الحرائق
وعندها قلت هاتفا مخاطبا : ياشمــــــس !
لست انت وحدك التي تشرق ثم تغرب ،
بل لكل شئ شروق وغروب ....
الا انك في عالمنا الصغير الضيق المحدود الفاني
أسطع دليل وأصدق مذكر َ و أبلغ شاهد يومي
مائل أمام أنظارنا وعقولنا ووجداننا
لابل وأخلص وأشهر منذر لنا وللعالمين يصرخ بصمت وينادي بخشوع
تسمعه آذان القلوب الواعية الفاهمة : ان لكل بداية نهاية
فليتذكر من يتذكر فان الذكرى تنفع
وليعتبر من يعتبر
فان العبره تفيد
ولا يخسر بعد زوال الدنيا او زواله من الدنيا
الا الغافلون العابثون
والا اللاهون الهازلون